دمعه وفاء Admin
عدد المساهمات : 487 تاريخ التسجيل : 05/04/2013 العمر : 44
| موضوع: سورة الكهف و لعله خير السبت فبراير 21, 2015 8:05 pm | |
| القصص القرآني و واقعنا المعاصر | سورة الكهف و لعله خير كتبت بواسطة آيات عرابي بقلم | جمال محمد المنع و المنح , المحنة و المنحة , كلمات تتغير معها المفاهيم اذا أعدنا قراءتها و فهمهما من خلال سورة الكهف و قصصها , لتترك بداخلنا مفهوما واعيا وايمانا راسخنا بمعني و مفهوم القضاء و القدر و معني آية ” و عسي أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم , و عسي أن تحبوا شيئا و هو شر لكم , و الله يعلم و أنتم لا تعلمون .” , فالقرآن وحدة متكاملة يكمل بعضه بعضا و يشرح بعضه بعضا , و هذا هو منهج ابن كثير في التفسير في الأساس , أي تفسير القرآن بالقرآن .الايمان بالقضاء و القدر و من ثم الرضا بقضاء الله عز و جل , من أهم ركائز الايمان الست , الذي لا يكتمل ايمان المسلم الا به , بعد أن يستقر في القلب و يصدقه العمل . و هنا قصة قصيرة لتقريب المفاهيم قبل الابحار في بحر سورة الكهف العظيمة , نستشرف منها الأمل و نستشف منها الدروس العظام .لعله خير ( قصة قصيرة ) : =============== كان هناك ملك لاحدي الممالك القديمة , و كان له صديق مقرب من نبلاء القوم . و في احدي الأيام أصاب مواشيه و مرض من الأمراض و صار يفتك بهم الواحد تلو الآخر فأتي عليهم جميعا , ثم انتقل الي الطيور فنفقت جميعها , و كان هذا الرجل لا يفتأ يقول ..لعله خير….لعله خير , و الناس تتعجب منه و من حاله . و في احدي الليالي حدث أن أغارت احدي العصابات علي القرية , فداهمت كل البيوت و نهبت كل ما فيها و قتلت من قتلت , حتي أتوا الي بيت هذا الرجل فلم يسمعوا فيه صوتا لحيوان و لا تغريدة لطير فظنوه مهجورا , فما كان منهم الا أن ابتعدوا عنه . و هنا بدأ بعض الناس يفهمون مغزي هذه الكلمة التي ارتبطت بلسان الرجل ..لعله خيرا . شكر الرجل ربه , و في ذات الليلة أقام الملك وليمة علي شرفه للاحتفاء به , و أثناء مبارزة استعراضية قطع اصبع الملك , فاذا بالرجل يقول له ..لعله خير . غضب الملك غضبا شديدا و حسبه يسخر منه أو لم يتفاعل مع مصابه فأمر بالقائه في السجن . و أثناء الذهاب للسجن استمر الرجل يردد ….لعله خيرا, و الحراس يتعجبون . بعد عدة أيام انطلق الملك الي رحلة صيد في البرية يصاحبه حراسه الأشداء , فوقع في أسر قوم يعبدون الأصنام يقدمون لهم القرابين , فقتلوا كل حراسه و اختاروا أعظمهم شأنا و هو الملك بالطبع ليقدموه قربانا لآلهتهم . و بعد أن جردوه من ملابسه و قيدوه علي المذبح و جهزوه للتضحية به , اذا بصائح يصيح ….انتظروا ..انتظروا , ألم تلاحظوا أن هذا الرجل مقطوع الأصبع ؟! … فكيف نقدم لآلهتنا رجلا معيبا , فطأطأ القوم الرؤوس , و ما كان منهم الا أن فكوا قيده و أطلقوه و هو غير مصدق , فانطلق مهرولا راجعا الي بلده وتلك الكلمة لا تفارق سمعه …لعله خير . فلولا قطع اصبعه , لكان الآن مقتولا , و أدرك بالتالي صدق تلك الكلمة…..لعله خير . وفور دخوله القصر , أمر باطلاق سراح الرجل و الاتيان به . ثم حكي له ما حدث و قال , لقد علمت الآن كنه هذه الكلمة و ما وراءها , و لكن ما وجه الخيرية في القائك في السجن ؟! قال الرجل : أيها الملك لو لم تلقني في السجن لذهبت معك في رحلتك , و لقتلوني بدلا منك ……………..فلعله خير . سورة الكهف و …..لعله خير : ================= سورة الكهف أغلبها قصص كريم , تمثل كل أنواع الفتن والابتلاءات , قصة الفتية و تمثل الابتلاء في الدين , قصة صاحب الجنة و تمثل الابتلاء بالمال , قصة موسي و الخضر و تمثل الابتلاء بالعلم الرباني و أخيرا ابتلاء ذي القرنين و يمثل فتنة القوة و السلطان . و الابتلاء ينجح فيه من ينجح و يفشل فيه من يفشل , نسأل الله أن يجنبنا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن . و الي قصة موسي و الخضر و لنا ثلاث وقفات تعكس لنا مفهوما جديدا للمنح و المنع و من ثم الايمان الصادق الصحيح بالقضاء و القدر : أولا : أصحاب السفينة : ———————— — خرق الخضر للسفينة وكما هو ظاهر لنا نوع من المنع , منع الخير عنهم بسبب تشويه السفينة و الانتقاص من سعرها بالتالي . — انما حقيقته منح و عطاء و منحة , فالانتقاص من سعر السفينة أفضل بالتأكيد من فقدانها بالكامل . — سؤال هام : متي سيدرك أصحاب السفينة أنه منحا و ليس منعا ؟؟ = ( بعد عدة ساعات ). ثانيا : قتل الغلام : ——————- — قتل الغلام هو نوع من المنع و المحنة كما هو ظاهر لنا . — انما الحقيقة أنه منح و عطاء و استبدال غلام شقي بغلام تقي ورع يساعد أبويه علي الطاعة و يكرمهما . — سؤال هام : متي سيدرك الأهل حقيقة الأمر ؟؟ = ( يوم القيامة ). ثالثا : بناء جدار القرية : ————————— — هو نوع من المنح و العطاء كما هو ظاهر لنا . — انما حقيقة الأمر أنه منع لأصحاب القرية اللئام من الحصول علي كنز الغلامين حتي يبلغا أشدهما . — سؤال هام : متي سيعرف أصحاب القرية أنه منعا و ليس منحا ؟؟ = ( بعد عدة سنوات ). و هنا أسأل عدة أسئلة : لماذا حدث الانقلاب ؟؟…………………………لعله خير . لماذا اختار الدكتور مرسي السيسي ؟؟…………لعله خير . لماذا خان من خان ؟؟………………….لعله خير. لماذا نخلف من تخلف عن ركب الثورة ؟؟………..لعله خير . لماذا أخطأ الاخوان في حساب بعض الأمور ؟؟………….لعله خير . لماذا انتصر الباطل و ظهر الي الآن . ؟؟…………لعله خير. لماذا لم يتحقق النصر الي الآن ؟؟………………..لعله خير لماذا ظهرت التسريبات في هذا التوقيت ؟؟…………….لعله خير لماذا تم اعلان الحرب وشن الهجمات ؟؟……لعله خير . لعله خير ………….لعله خير ………….لعله خير . متي سنعرف اجابة تلك الأسئلة يقينا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ = اجابة لن يعرفها الا الصابرون الثابتون المتيقنون من نصر ربهم, في يوم قريب ان شاء الله . ” و يقولون متي هو , قل عسي أن يكون قريبا .” ———————————————- و هنا مربط الفرس لمن كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد , فليست الأمور كما تبدو علي الدوام , فما نراه منحا قد يكون منعا و العكس صحيح , و يحتاج الأمر فقط الي ايمان كامل بالقضاء و القدر و أن الأمور تجري بمقادير الله , تلك الدرجة من الايمان التي تزرع يقينا صادقا بموعود الله , و صبرا و مثابرة دائمين و رضا بحاضر قد يكون غصا , مستندا الي صدق توكل علي الله رب الأسباب , الله الوكيل الذي هزم الأحزاب وحده بالريح , الذي يعز من يشاء و يذل من يشاء , …أمور ما أحوجنا اليها في أيامنا هذه , تنير لنا طريق الهدي و الصبر و تزرع الأمل و تهون من مصائب و صعاب بادية للعيان . فقط مطلوب منا في مرحلتنا هذه اذا كان القصص القرآني قد وقر في القلوب وقرا ينبت يقينا و أملا , لنحصد فرحة و نصرا , أن نتمسك بخالق الأسباب و موجدها و مسببها , تمسكا يجعلنا في الأساس ننشغل في كيفية ارضائه سبحانه وتعالي و التقرب اليه , انشغالا يفوق انشغالنا بالأسباب , لأن النصر سيأتي في النهاية بكيفية و أسباب لم تخطر ببال المنشغلين بالأسباب عن رب الأسباب , و لنا في غزوة الخندق التي نعلم تفاصيلها جيدا , البرهان الساطع . كلمتي أقولها للمتشائمين في هذه الفترة , ارجعوا الي كتاب ربكم و قصصه الكريم لترسموا طريقا جديدا مرصوفا بالأمل المشرق , و الثقة في موعود الله لعباده الصالحين , فقط أروا الله منكم خيرا , و ليكن تفكيركم و انشغالكم كيف ترضون ربكم و تتقربون اليه , فوالله ما من سبيل الي نصر أو عزة اذا لم نحقق هذه الأمور في الأساس . و لنتعاهد علي قيام الليل و لو بركعتين فقط نتذلل و نتضرع و ندعو في قنوتنا رب الأسباب أن يسبب لنا الأسباب التي غابت عنا , و أن يرد كيد الكائدين في نحورهم فللآسلام رب يحميه , وهو بالغ أمره بعز عزيز أو ذل ذليل , غير مقصرين في أخذنا بأسباب النصر كل قدر استطاعته و كل يدلو بدلوه . ,و أسجل هنا تقديري واحترامي رافعا القبعة لأستاذتنا الفاضلة الكريمة المحترم المحاهدة / ” آيات عرابي ” ,علي ما تقوم به من أخذ بأسباب النصر تقود سفينة وسط بحر متلاطم. نحمد الله عز و جل أن ثبتنا الي أن وصلنا الي هذه المرحلة و لكن الابتلاءات و التماحيص لم و لن تنتهي , و نحمده أن أرانا الحق حقا و رزقنا اتباعه و أن اصطفانا لنكون من جنده , فهل سنثبت للنهاية أم هناك من سيتشاءم و يتقاعس و قد أوشكت السفينة علي الرسو الي بر العزة و النصر ؟ ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا .”…..اللهم اجعلنا منهم . اللهم كن لنا و لا تكن علينا و دبر لنا فاننا لانحسن التدبير. اللهم ثبت أقدامنا و انصرنا علي القوم الكافرين . فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري الي الله , ان الله بصير بالعباد . | |
|