دمعه وفاء Admin
عدد المساهمات : 487 تاريخ التسجيل : 05/04/2013 العمر : 44
| موضوع: سد ااااااااااااااالنهضه الجمعة يونيو 14, 2013 4:15 pm | |
| سد النهضه
منذ الاستقلال في عام 1956 تداول علي حكم السودان حكاما ينتسبون الي مرجعيات وايدلويجيات مختلفة فلقد مرت علي السودان منذ ذلك الحين حكومات اتخذت من ديمقراطية وست منستر البريطانية مثلا اعلي لها وحكومات اخري اتخذت من مبادئ عبد الناصر الاشتراكية نبراسا لها و اخيرا فان حكومة ذات مرجعية اسلامية متأثرة بفكر الامام حسن البنا وشارحي فكره كسيد قطب وعوده وغيرهم ما زالت تحكم السودان منذ عام 1989 تحت قيادة الرئيس عمر البشير وهو ضابط في الجيش الاسلامي عرف بميوله الاسلامية منذ الصغر . علي مر العصور ومختلف حقب الحكم بإشكاله المتعددة فلقد تأثر النظام الحاكم في السودان بشدة بالإحداث والتغييرات التي حدثت في مصر وذلك لأنه ومنذ قديم الزمان اراد الله تعالي للسودان لان يكون امتدادا جغرافيا واجتماعيا وثقافيا لمصر . فمن المعروف انه قبل تقسيم الدول العربية الي دول ذات حدود سياسية محددة كان السودان يحكم بواسطة ملك فاروق الذي كان يعرف باسم ملك مصر والسودان . ولكن بعد انتهاء فترة الاستعمار البريطاني لمصر والسودان وعلي الرغم من ان واقع الحال كان يقول بان تكون مصر والسودان دولة واحدة بعد خروج الاستعمار الا ان بعض الاحزاب ذات التوجهات الاستقلالية قامت بتشجيع من البريطانيين بإعلان استقلال السودان عن مصر وقيام دولة السودان التي كانت تعرف بحدودها الجغرافية من حلفا شمالا حني نيمولي في جنوب السودان حاليا تلك الدولة التي انقسمت مؤخرا الي دولتين هما دولة السودان وعاصمتها الخرطوم ودولة جنوب السودان وعاصمتها جوبا . ان المتابع للشأنين المصري والسوداني منذ خروج المستعمر البريطاني وحتى اليوم يمكنه ان يري بوضوح الدور الذي قامت به مراكز التخطيط الغربي الاستراتيجي ووكالات المخابرات المتعاونة معها من اجل تفتيت أي مشاريع للوحدة بين البلدين او حتى التكامل الاقتصادي الذي كان ان ينتج عنه قوة اقتصادية وعسكرية مؤثرة ليس فقط في المنطقه ولكن في هذا القطاع الجغرافي الهام من العالم . ولقد نجحت تلك المخططات في جعل مشاريع الوحدة والتكامل بين البلدين منذ ذلك الزمان وحني الان مجرد شعارات ترفع ما تلبث ان تنزل وهتافات تعلو ما تلبث ان تخبو. من الثابت تاريخيا ان بعض وكالات المخابرات اتخذت من حكم مبارك الذي امتد قرابة الثلاثين عاما في مصر شرطيا لإحكام الرقابة علي أي طموحات سودانية في التكامل مع مصر او مع مصر وليبيا وإجهاض كل مشروع يمكن ان يحقق فوائد مشتركة لتلك الدول ومن ثم منظومة الدول العربية . وفي حين كان الشعب المصري مشغولا بمشاكله الداخلية ومحاولاته للتخلص من حكم مبارك تمكنت القوي ذات المصلحة من فصل جنوب السودان وإقامة دولة عدوة للتوجهات العربية في جنوب السودان وعلي منابع النيل الابيض ولان جاء الدور علي النيل الازرق وما سيقام عليه من مشروع يسمي بسد النهضة ليتكامل تطويق مصر والسودان مائيا لإغراض يمكن ان نتحدث عنها لاحقا . اما زعزعة الاوضاع في منطقتي حوض النيل والقرن الافريقي لصالح امن اسرائي ومآرب اقتصادية غربيه فهي اهداف استراتيجية معروفة منذ زمن غير قصير .
ان ما نتج الان من توتر في العلاقات بين دول حوض النيل الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا ) هو امر غير مبرر هندسيا ولا قانونيا وفي اعتقادنا انما هي معركة مفتعله قادها الاعلام بوعي او غير وعي اذان المشكلة يمكن احتواءها بكل سهولة علي اسس قانونية وعلمية معلومة تحتكم لها كل دول العالم في مثل هذه المشاريع . اننا نتوقع من الدبلوماسية المصرية ان تبدأ فورا في اصلاح ما افسد وان تعيد مؤسسة الرئاسة المصرية الامور الي نصابها بفتح قنوات للتفاوض بين الدول الثلاث علي اسس علمية وقانونية بعد توفر حسن النوايا من كل الاطراف وغض النظر عن التصعيد الاعلامي والكلامي الذي كاد ان يودي الي تطورات خطيرة تضر بالمنطقة وشعوبها ولا تستفيد منها غير اسرائيل ومن هم وراءها. كاتب المقال / نصر محمد رضوان كاتب سودانى
خطيب جمعه -كاتب عمود- عضو جمعيات هندسيه عالميه في
| |
|