دمعه وفاء Admin
عدد المساهمات : 487 تاريخ التسجيل : 05/04/2013 العمر : 44
| موضوع: قصة الخليفة العباسي المأمون رحمه الله و الإخوان المسلمين الآن الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 5:14 pm | |
| قصة الخليفة العباسي المأمون رحمه الله و الإخوان المسلمين الآن(الجزأ الأول)...قد تستغرب القصة لكنها ملخصٌ لهزائم الإخوان المسلمين طوال تاريخهم و حتى الآن ...كان المأمون ابناً لخليفة المسلمين هارون الرشيد رحمه الله (و هو الخليفة الذي أوقف جهاد الطلب تفرغاً لمشاغل الخلافة فظهر فكر المعتزلة الخبيث ..و جنتهم الفاضلة التي تدعي العدل العقلي في تفسير الدين .و لا أقصد بظهوره هنا بداية نشأته بل اقصد وصوله لسدة الحكم لأول مرة منذ ظهور الخلافة ..و المعتزلة فكر يدعي أن الإله أفعاله خير محض و أن المقادير في الدنيا كلياتها بيد الله و جزئياتها بيد البشر كعدل ليجازيهم بما يفعلون ، لذا فأرادة الخير تصدر من القوم المفسدين بغير إذن الإله ، فالخير المحض –بمعيار العدل العقلي لا الشرع-هو فقط فعل الله ، لذا فهم يريدون فعل الخير المحض و يتركون كليات الأمور لله عز وجل (و هذا بالطبع يقتضي أن الله عز وجل جاهلٌ بجزئيات الأمور و لم يردها أصلاً و أن في الكون أشياء تحدث بدون إذنه سبحانه و تعالى..و فكر المعتزلة مأخوذ من فكر النصارى كون الإلهام العقلي هو مصدر التشريع لا الكتاب الذي أنزله الله عز وجل...لذا كان أهم قضاياهم قديماً إثبات أن القرآن مخلوق كأي شئ خلقه الله ، ليتمكنوا من تسييره تبع الهامهم أو أوهامهم العقلية، أما حديثاً فقد صار القرآن بالنسبة لهم كتاب قيم و أخلاقٍ فقط أي مجرد مدينة فاضلة و ليس منهج حياة (كان قرآناً يمشي بين الناس)...فصار الناس بركبهم يحاسبون المسلم على حسن الخلق و هم يعاملونهم بأسوأ الأخلاق ..فالبدعة دوماً بلاء على الإسلام و المسلمين) ، فالمأمون(معتزل العقيدة) رحمه الله أخذ الخلافة من اخيه الأمين (سني العقيدة)رحمه الله عنوةً بدعوى المدينة الفاضلة و أنه يُمثل الإسلام الوسطي الكيوت ، و قام بضم كل أهل البدع لحاشيته بدعوى الوحدة الإسلامية الوهمية التي تستوعب كل المتناقضات (شيعة و معتزلة و مرجئة و قوميين برامكة و أتراكاً و فرساً)و في ذات السياق بدأ توجيه جهد الخلافة لكل فروع العلم الدنيوي بعد توقف جهاد الطلب تقريباً ، و لم يختلف المشهد عما هو حادث الآن مع الإخوان المسلمين شيئاً ، فقد حدث تقدم اقتصادي واكبه اشتداد شوكة أهل البدع و حتى النزعات القومية –تحت ستارٍ عقدي – و تنازعوا على الخلافة الضعيفة التي تتوهم وجود جنة قيم خرافية ما أنزل بها من شئ في كتابه و لا بعث بها أحداً من رسله بل هي قيم عقليةً محضة ، و تناوب أهل النفوذ من الشيعة و البرامكة و الفرس مقاليد السلطة من خلف ستار الخليفة الضعيف حتى سقطت الخلافة (و الخليفة يُحذر منهم و يُقال له طهر من حولك و أقم شرع الله كما أنزل ...فيكون لسان حاله الله سيغيرهم أو سلبيتنا أقوى من الرصاص و السيوف(للعلم أحد هؤلاء الخلفاء فقأ الشيعة عينه تعبيراً لوحدتهم الإسلامية الوهمية)أو يقول المهم ألا ننجر لفخ العنف و لنفضحهم أمام العامة ..فكانت النتيجة سقوط الخلافة بيد المعتزلة في يد أفسد أهل الأرض ساعتها و هم التتار ، بل و أذلهم الله فصارت بغداد بين مغتصبةٍ و قتيل يقاد ليقف في الصف بيد سجان أعزل ثم يتركهم ليأتي بالسيف من بيته ثم يعود لهم و هم كما هم –استرضاءً و استعطافاً للموقف الدولي و قيم الإنسان و أن يتيقظ ضمير القاتل السجان-فلما انتهكهم و دمر كل كتب العلوم التي اخترعوها في نهر دجلة لتمر الخيول عليها ، أقام الله لنصرته رجالا مؤمنين بيد قائد ليس منهم –ليعلموا أن النصر من عند الله- فلما جاهدهم قطز و نحرهم هداهم الله بسيفه يوم أن رأوا أن في هذه الأمة رجالا ..و أن ما رأوه من استسلام الإسلام الوسطي المعتزلي ما هو إلا شرود عن منهج الله عز وجل ...بالأمس سقطت القاهرة في يد العلمانيين و بتأييد أقلية الصليب و اليوم سقطت اليمن في يد الشيعة(الحوثيين)و بتأييد أقلية العلمانيين (علي عبد الله صالح و بعض بطون قبيلة حاشد و قبائل متحالفة معها) ، ولم تستأسد هذه الأقليات إلا لكون الإخوان المسلمين يرفعون راية الإسلام الديمقراطي –المعتزلة حالياً- فقد كان أول تصريح لهم عقب كل نكسة المهم أننا لم نستدرج لمسلسل العنف لئلا ندرج في قوائم الإرهاب العالمي ، فصار الجهاد عنفاً و صار غاية مراد الجماعة هو نيل قبول الغرب و نظامه لها ..و و الله لقد حذرنا قبل سقوط كلا النظامين و لكن كيف للإخوان أن يسمعوا صوت الدين و هم بالهامهم عالقين ...نحن ندعو كل السنة في اليمن أن ينفضوا أيديهم من الديمقراطية و من أي صيغة وطنية و أن يهبوا لدحر النظام العلماني و تصفية جنوده في كل ربوع اليمن ، و أن يمنعوا عن العاصمة و صعدة كل منتجات النفط كما منعوها قبل ذلك حتى صار على عبد الله صالح يبكي و أرسل لهم الشيخ الأحمر ليعيدها لهم ..
| |
|